44666 السنة 133-العدد 2009 مارس 22 25 من ربيع الاول 1430 هـ الأحد
مواقف
بقلم: أنيس منصور
5ـ ومرة سألني الرئيس السادات إن كنت قد قرأت مؤلفات مناحم بيجين فقلت قرأتها وسألني عن واقعة جاءت في كتابه( الليالي البيضاء).. فقلت أتذكرها ويستحي ألا يتوقف عندها أي أحد من أبناء الشرق الأوسط.
وسأل عن تفصيل ما قاله بيجين.
قال بيجين إن الحكم الذاتي هو أن الإنسان إذا كان سجينا فمن حقه أن يعلق ما يشاء من الصور علي الجدران وأن يظل سجينا.. فقط هو حر في أن يأكل ويشرب وينام علي الأرض أو ينام واقفا هذا هو مفهوم الحكم الذاتي عند بيجين ـ وهو ما يجب أن يفعله الفلسطينيون.. فقط أن يظلوا تحت الأحتلال مع حريتهم الكاملة في أن يمشوا في الشوارع أو يناموا فيها أو ألا يمشوا وألا يناموا وبس!
وكان السادات قد قرأ هذه الكتب عندما كان يفكر في السلام فاتخذ خطوة جريئة اختصرت المتاعب والمشاكل والروتين وهي رحلته للقدس.. ففي خطوة واحدة وفر علينا عشرات السنين من وجع القلب والعذاب.
وتحمل الكثير من الإهانة والاتهام بالخيانة وبيع القضية وما حققه السادات سوف يبقي حلما مستحيلا إلا إذا جاءنا رجل في شجاعته وبصيرته وبعد نظره.
وقد حاولت إغراء الرئيس السادات بقراءة ما كتبه الرئيس عيزرا فايتسمان عن الدفاع عن السلام, فالكتاب ممتع, ففيه حكايات ونوادر ولكن السادات بعد أن قرأ عددا من الصفحات تضايق وطلب مني أن أحكي له عن بقية الكتاب, أما الذي ضايقه فهو أن عيزرا فايتسمان قال عبارة سخيفة لا طلعت ولا نزلت!