.آلو يا أمم آلو.. سيذكر التاريخ كل الأمم بعار قبولهم بوجود إسرائيل. هذه أمم الباطل وتشريع السرقة والقتل ووصم الدفاع عن النفس بالإرهاب. هذه أمم تقع تحت سطوة إمبراطورية تسود قيمها المنحطة وتتحكم فينا لتلبس الحق بالباطل. وسأظل أردد ما بقي في نبض أن المشكلة الرئيسية هي في وجود إسرائيل في المنطقة، وما يحدث دون ذلك هو أعراض للمرض.
إسرائيل تراهن علي الوقت، وتستمد قوتها من ضعفنا، وشرعيتها من خوفنا، وليس لها قوة أو شرعية في غير ذلك. إسرائيل أكبر عملية سطو مسلح في التاريخ، وجريمة لا تسقط بالتقادم، ولا تشرع بالقوة أو المفاوضات. إسرائيل سبة في جبين الإنسانية، لا تخدم سوي إمبراطورية مصيرها إلي انهيار، شأنها في ذلك شأن كل الإمبراطوريات في التاريخ، ولا يحرص علي استمرارها إلا ديكتاتوريات الأقزام العربية.
إسرائيل كيان غير شرعي وستظل كذلك، قائم في أساسه علي تفسير أحادي للتوراة، وليس كل العالم يؤمن بالتوراة، وليس كل من يؤمن بالتوراة يؤمن بالتفسير الصهيوني لها. ليس هناك دليل تاريخي مادي واحد علي وجود دولة يهودية في أرض فلسطين، وليس هناك مدعاة لاستجلاب يهود أوروبا إلي فلسطين، وليس هناك رابط ما بين يهود وجدوا من 3000 سنة وما بين من هاجروا من شتي أنحاء الأرض، وهذا عالم لا يعرف الحق والعدل طالما رضي بوجود ما يسمي بدولة إسرائيل علي الخريطة.
إذا كانت موازين القوي ليست في صالحنا، إذا كان الوقت ليس في صالحنا، إذا كان العالم ليس في صفنا، فسلاحنا الأوحد هو الذاكرة والإصرار. لا نامت عينيك إن لم تعلم ابنك أن إسرائيل كيان غاصب مصيره إلي زوال، وأن ليس لها أي حق في الوجود. لا رحمك الله إن لم توص ذريتك وذريتهم من بعدك بألا ينسوا حقهم في فلسطين كاملة. لا طاب عيشك إن انهمكت في الدنيا ونسيت ما لك ولأولادك وأحفادك. قبح الله كل مهادن لإسرائيل، ومطبع معها، ومفاوض لها، وناس ومتناس لحقيقتها، ومبلبل ومشتت للناس عنها، ومفرط في الحق، ولعنه في الدنيا والآخرة.
لم يكن هناك أي داع لتأسيس دولة إسرائيل. لا داع تاريخي، ولا ظرف سياسي. ولم نسئ يوما، في تاريخنا الطويل، لليهود حتي ندفع ثمن جريمة لم نقترفها، ويقتص منا بذنب لم نرتكبه. وليس إنكار الهولوكوست مهمتنا، ولكن أبوابنا كانت مشرعة علي مصراعيها للكاثوليك الهاربين من اضطهاد البروتستانت، والبروتستانت الهاربين من اضطهاد الكاثوليك، ولليهود الهاربين من الاضطهاد الأوروبي. هرب إلينا يهود أوروبا ولم يغرقوا في البحر حتي يصلوا إلي شواطئنا، ولم يغسلوا الصحون، أو يكنسوا الشوارع في بلادنا، كما نفعل نحن حين نهرب من فقرنا إلي الجانب الآخر من المتوسط، بل عملوا في أرقي الوظائف. لم نجبرهم علي عدم ارتداء ملابسهم لأنها تتنافي وقيمنا، ولم يقعوا ضحية فوبيا اليهودية كما يعاني المسلمون الإسلاموفوبيا. وكان رد الجميل أن يحرق أطفالنا بالفسفور.
لو كان في هذه الأمة نساء، لما دخل الرجال بيوتهم حتي تزول الجريمة إسرائيل[/color][/size]