النص الثالث:
(3) ــ دعوة إلى التعاطف والتعاون ــ حديث شريف
عن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ،
ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ،
ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ،
والله في عـــون العبد ما كان العبد في عون أخيه "
المفردات:
أبوهريرة : صحابي جليل من رواة الحديث الشريف .
نفّس : كشف وأزال / كربة : شدة أو أزمة والجمع ( كرب - كربات) /
الدنيا: (ج) دنا ، دنييات في دنو / يسّر: سهّل / معسر : مَدين /
ستر مسلما : لم يفضحه / عون : مساعدة / العبد: (ج) أعبد – عبدان – عُبد – عبيد
أخيه: (ج) أخوة – إخوان (في أخو) / ما كان : ما : ظرفية بمعنى مدة .
الشرح:
في هذا الحديث يدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى التعاون بين الناس حتى يشيع بينهم الحب والإخاء ويرقى المجتمع ويبين إن الله يرضى عمن يساعد المحتاج ومن ذلك : من أزال شدة عن مؤمن في الدنيـــا أزال الله عنه شدة من شدائد يوم القيامة . ومن يسر على معسر فتنازل عن دينه أو أمهله وسّع الله له في رزقه وأعطاه ثوابا في الآخرة، ومن ستر مسلما ولم يفضحه ستره الله في الدنيا والآخرة ، ويبين الحديث أن الله في عــون العبد ما كان العبد في عون أخيه وذلك دليل رضا الله سبحانه.
البلاغة:
(نفس ) توحي بالراحة.
( كربة ) توحى بالعذاب ونكرة تفيد العموم .
( معسر ) توحى بالكآبة .
( العبد ) توحى بالضعف والخضوع لله .
( أخيه ) توحى بقوة العلاقة بين المؤمنين .
الدنيا × يوم القيامة : تضاد يوضح المعنى ويقويه
الدنيا × الآخرة : تضاد . " " " " "
يسر × معسر : تضاد ..
ننفس × كربة : تضاد ..
االحديث اتكأ على أسلوب الشرط الذي يدل على ارتباط الجواب بالشرط ..
كذلك نلاحظ أن الجزاء من جنس العمل فمن يسر يسر الله عليه وهكذا
كما نلاحظ عظمة الجزاء مما يحض على ذلك العمل ..