النص الأول:
(1) الحياء من الإيمان (حديث شريف)
عن أبى مسعودٍ عقبة بن عمرو الأنصاري البدري t قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحيِِِ فاصنع ما شئت"
التوجيه النبوي:
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يحرص دائما على تقويم سلوك الأمة بالحكمة والموعظة الحسنة مستشهدا بالقرآن الكريم وبما ورد عن الأنبياء السابقين من مكارم الأخلاق وبما طُبعت عليه نفسه صلى الله عليه وسلم من حب الخير للإنسانية جمعاء .
الأنصاري : نسبة إلى الأنصار البدري : نسبة إلى غزوة بدر مما : حرف جار وما موصولة أدرك : لحق ونال. لم تستحي : لم تتحل بالحياء الحياء : الاحتشام والترفع عن النقائص
الشرح:
يجب أن نلتزم بمكارم الأخلاق ونتحلى بالحياء لأن من ضاع حياؤه فقد ضاع إيمانه، لأنه سيفعل ما تهواه نفسه دون مراعاة لتعاليم الدين وفضائل الأخلاق، .وحياء النفس يمنعها فعل السوء ويعصمها من التردي في مهاوي الرذائل والمعاصي.
البلاغة:
( إن مما أدرك الناس ) أسلوب خبري مؤكد بـ إن .
( أدرك ) توحي بحسن الوعي والفهم .
( الناس ) دلالة على أن رسالة الأنبياء واحدة .
( من كلام النبوة ) تعبير يدل على تكامل الشرائع، وأن الأنبياء دينهم واحد. .
( إذا لم تستحي ) أسلوب شرط للتنفير من عدم الحياء وحث على الحياء
( فاصنع ما شئت ) جواب شرط وأسلوب إنشائي أمر للتهديد والتخويف من العاقبة
( شئت ) إيجاز بليغ بحذف المفعول للعموم.
الحديث كله كناية عن عظمة الحياء وأثره في حياة الناس .
يرشد الحديث إلى:
أثر الحياء في البعد عن الرذائل والخطايا .
البعد عن الحياء يفتح مجال الشر ويؤدى إلى الهلاك .
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على السلوك السوي لجميع أفراد الأمة