النص الثاني:
الحديث الثاني: (من توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم) حديث شريف
عن أبى ذر جُندب بن جِنادة وأبى عبد الرحمن معاذ بن جبل ــ رضى الله عنهما ــ عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"
المفردات:
أبو ذر وأبو عبد الرحمن : من الصحابة الأجلاء اتق الله: اخش عقاب الله وأطعه (في وقي)
حيثما كنت : في كل مكان أتبع : ألحق . خالق الناس : تعامل معهم . الناس: (ج) أناس في نوس. السيئة : الذنب ومضادها الحسنة في (سوأ) تمحها : تُزل أثرها وهو مجزوم في جواب الطلب
الشرح:
هذا الحديث يرسم للإنسان منهجا يحقق السعادة له وذلك بتقوى الله والخوف منه سبحانه وتعالى سرا وجهرا والعمل بما يرضى الله . والمعاملة الحسنة مع الناس بالعفو عن المسىء والإحسان إليه وأن يصل من قطعه وأن يعفو عمن ظلمه وهذا هو الخلق الحسن . والدين هو حسن المعاملة .
(البلاغة) :
(اتق- أتبع - خالق) أسلوب إنشائي / أمر حقيقى للتنفيذ (وفيها الحث والنصح)
حيثما كنت: توحي بعموم التقوي.
تمحها: استعارة مكنية / تجسيم (يصور السيئة بشي مادي يُمحى ويُزال).
(السيئة- الحسنة ) طباق يوضح المعنى .
(خالق – بخلق) : جناس غير تام .
حسن : وصف يوحي بالدقة لأن الخلق كلمة عامة.
ما يرشد ليه الحديث:
ـ يوضح العلاقة بين الإنسان وربه وبين الإنسان وذاته ثم بين الإنسان والناس
ــ الحرص على سعادة الفرد وتكوين روابط اجتماعية لرقى المجتمع .
ــ مراقبة الله وخشيته سرا وعلانية.