تاريخ كفاح النساء من أجل البنطلون!
لعل معظم النساء اللاتي يفضلن ارتداء "البنطلون" اليوم في مجتمعاتنا الشرقية، ويعتبرنه زياً عملياً مناسباً لأوقات العمل والمرح أيضا، لا يعلمن كم ناضلت النساء في البداية من أجل هذه القطعة من الملابس!
هذه هي الفكرة الطريفة المبتكرة التي يتناولها أحد الكتب التي صدرت مؤخرا في فرنسا: المعركة التي خاضتها المرأة الفرنسية مع المجتمع من أجل السماح لها بارتداء "البنطلون"،
وأن لها الريادة في هذا المضمار بين كل نساء العالم! أما عنوان الكتاب فهو "التاريخ السياسي للبنطلون الحريمي" أو "Une histoire politique du pantalon "، وهو لمؤرخة الحركة النسائية كريستين بارد.
وقد كان "البنطلون" قديما من الملابس الذكورية التي يحظر على النساء ارتداؤها حتى في المجتمعات الغربية. وفي أوروبا حتى القرن الماضي ظل "البنطلون" حكرا على الرجال دون النساء في المصالح الحكومية والمجالس النيابية وغيرها من الجهات الرسمية، وذلك حتى عام 1972 عندما حدثت واقعة طريفة يذكرها الكتاب.
بطلة هذه الواقعة هي ميشيل إليو ماري وزيرة العدل الفرنسية الحالية ووزيرة الدفاع السابقة، والتي أصرت على حضور إحدى جلسات البرلمان الفرنسي وهي ترتدي "البنطلون"، وعندما تم منعها أصرت على موقفها وقررت الدخول في جميع الأحوال حتى لو اضطرت لإحداث فضيحة وخلع "البنطلون" أمام الجميع!!
وعندما تأكد الجميع من مدى عناد هذه السيدة، حتى أنها لن تتورع عن تنفيذ تهديدها، سمحوا لها بالدخول، وكانت البداية!
تذكر المؤلفة في كتابها كذلك واقعة أخرى جاء فيها أن جاك شيراك عندما كان رئيسا لوزراء فرنسا عام 1976 احتد على وزيرة التعليم العالي حينذاك أليس سونييه سايتى، لإصرارها على ارتداء البنطلون خلال جلسات مجلس الوزراء، وأنه أنّبها أمام جميع الحضور قائلا: "عندما تحضرين جلسات مجلس الوزراء وأنت ترتدين "البنطلون" فإنك لا تكتفين فقط بتشويه صورة الحكومة ولكنك تشوهين أيضا وجه فرنسا"!!