«الكتلة المفقودة» مسألة حيرت علماء الفيزياء الفلكية سنوات طويلة.لكن طالبة جامعية في الثانية والعشرين من عمرها حلّت لغزها خلال أسابيع عطلتها الصيفية.
لسنوات طويلة ظل علماء الفيزياء الفلكية يدركون أن الكون يضم كتلة أكبر من تلك التي يراها الإنسان في الكواكب والنجوم والأجسام الأخرى السابحة في الفضاء. لكنهم لم يتمكنوا، طوال تلك الفترة، من معرفة مكانها.. حتى الآن.
يعود الفضل في اكتشاف الكتلة المحيرة الى طالبة جامعية أسترالية، لم يستغرق الأمر منها غير أسابيع قليلة لتقديم الإجابة الشافية. إليك إميليا فريزر – مكيلفي (22 عامًا) تدرس الهندسة الفضائية، وكانت تمضي عطلتها الصيفية مع فريق من الباحثين في كلية الفيزياء في جامعة موناش.
وقد قامت هذه العبقرية الشابة ببحث وظّفت فيه أشعة إكس لتحديد مكان أجسام هائلة تسمى «خيوط المجرات»، وتنتشر على مساحات كبيرة في الفضاء الخارجي. وبفصحها المعلومات، التي كان فريق البحث قد جمعها سلفًا، توصلت فريزر – مكيلفي إلى أن «الكتلة المفقودة» توجد واقع الأمر في خيوط تلك المجرات.
ونقلت «ديلي ميل» البريطانية عن كيفين بيمبليت، البروفيسير في جامعة موناش، قوله إن علماء الفيزياء الفلكية اكتشفوا في السابق وجود مواد ظلت موجودة منذ المراحل الأولى للكون في مكان ما، لكنهم لم يتمكنوا مطلقًا من تحديد مكانها بالضبط. وأضاف إنهم ظلوا يحاولون العثور عليها خلال السنوات العشرين الماضية، لكن نوع التكنولوجيا اللازمة لهذا الأمر لم تتوافر إلا في السنوات القليلة الماضية.
ويستطرد موضحًا: «لم نكن على أي علم بمكان هذه المواد، ولهذا سمّيت «الكتلة المفقودة». لكن هذا الوضع تغير الآن. وكل هذا بفضل فريزر – مكيلفي، هذه العبقرية اليافعة». ويمضى قائلاً إن هذا الاكتشاف الجديد سيكون هو الدافع إلى تطوير تلسكوبات جديدة تصمم لدراسة الكتلة المفقودة بشكل خاص.
يذكر أن المراقبة باستخدام أشعة إكس تقدم معلومات مهمة عن الخصائص الفيزيائية للأجسام الهائلة الحجم، بما يتيح للعلماء فهم أفضل لطبائعها. وحتى الآن كان هؤلاء يحصلون على استنتاجات تقوم على النماذج الحسابية فقط. ومن هنا تنبع أهمية اكتشاف فريزر – مكيلفي، لأنه يمثل خطوة واسعة جدًا نحو تحديد كمية الكتلة التي تحتوي عليها خيوط المجرات.