توفي- الخميس- وجيه محمد السمان 48 سنة مدير مدرسة السلام الإعدادية بشوشة بسمالوط المنيا ، وذلك أثناء قيامه بأعمال المراقبة في امتحانات الثانوية العامة بلجنة مدرسة النهضة الثانوية بأسيوط لتعرضه لضربة شمس.
ولفظ المدرس أنفاسه الأخيرة في مستشفى أسيوط الجامعي بعد ساعة من دخوله إليه وأكد تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة هو هبوط حاد في الدورة الدموية لتعرضه لضربة شمس.
توفي ثلاثة مراقبين -حتي الآن- في امتحانات الثانوية العامة في ثلاثة أيام متتالية في محافظات الصعيد التي يراقبون فيها، وذلك بعد أن تعرض كل منهم للتعب أثناء المراقبة، ولم يتم إسعافهم سريعاً لأن المستشفيات العامة لا تستقبلهم حسب قرار من «بدر» وهو ما يدعو للتساؤل فعلاً هل القضاء والقدر وحدها المسئولان عن وفاتهم أم «أحمد زكي بدر» أم «الحرارة» أم «ضغط جدول الامتحانات»؟!.
الجواب: كل ما سبق
فقرارات الدكتور أحمد زكي بدر ـ وزير التربية والتعليم ـ المتعسفة ضد المدرسين كانت السبب في ذهابهم إلي الامتحانات رغم خطورة حالاتهم الصحية بل إنه منعهم من اللجوء للمستشفيات العامة ورفضه للاعتذارات، هذا بجانب ارتفاع درجة الحرارة خلال الأيام الماضية خاصة في محافظات الصعيد، علاوة علي جدول الامتحانات المضغوط الذي يجعل المدرس يراقب علي اللجان من الساعة التاسعة صباحاً وحتي الرابعة عصراً في «عز» حرارة الشمس.
ربما تتصور أن هذا الكلام مبالغ فيه لكن ليست صدفة أن يتوفي ثلاثة مراقبين في محافظات الصعيد في ثلاثة أيام متتالية لأول مرة في تاريخ الثانوية العامة ولم تقرر الوزارة شيئاً سوي صرف 5 آلاف جنيه لأسرة كل واحد منهم لكنها لم تعترف بالخطأ - لا أقول الجريمة - الذي وقعت فيه وأن قرارات الوزير لم تكن مدروسة بل كان الهدف منها إثبات الوجود فقط.
«ماحدث يشبه القتل»..هكذا وصف عبد الحفيظ طايل- مدير المركز المصري للحق في التعليم- موت ثلاثة مراقبين في امتحانات الثانوية العامة، وقال : سنتقدم ببلاغ للنائب العام من خلال «معلمون بلا حقوق» ونقابة المعلمين المستقلة ونقابة معلمي الجيزة وذلك ضد رئيس الوزراء ووزيري التعليم والصحة، وذلك لأنه تم إصدار قرار بمنع المستشفيات العامة من استقبال مراقبي الامتحانات- في حالة مرضهم - واستقبالهم فقط في مستشفيات التأمين الصحي من خلال بطاقات التأمين فقط، دون أن يتم إخبار المدرسين بحمل بطاقات التأمين الصحي معهم وهو ما حدث مع المراقب الذي توفي في سوهاج، وأضاف طايل: إن استراحات المراقبين في المدارس التي يراقبون بها تشبه الخيم و«أسرتها» ليست جيدة وكأن الوزارة «تتقشف»، فالجدول وضع دون أي تقدير من واضعه للجو الحار أو ظروف المدرسين.
مصدر بالوزارة وصف أيضاً ما حدث بـ«الإرهاب المعنوي» لأن الضبط الذي يؤكده الوزير بعيد تماماً عن ذلك، وقال المصدر: هناك حالة نفسية سيئة وعامة لدي العاملين بالتعليم بسبب قرارات الوزير الذي لم يوافق علي الاعتذارات رغم أن هناك 1.6 مليون شخص يعمل بالتعليم ويمكن الاستعانة بهم وتعويض النقص الناتج عن الاعتذار، وكان يجب أن يكون هناك مرونة من الوزير في التعامل مع الأمر حتي لا تحدث كل هذه المشاكل.