نقطة نور
بقلم : مكرم محمد أحمد
العراق علي طريق وعر
انطلقت الألعاب النارية في سماء بغداد أمس احتفالا بانسحاب القوات الأمريكية خارج المدن العراقية في يوم اعتبر عيدا لاستقلال العراق بعد6 سنوات من غزو العراق في عملية فاشلة ثبت فساد مبرراتها وجدواها, أدت إلي سقوط ما يقرب من مليون قتيل عراقي إضافة إلي4300 جندي أمريكي لقوا مصرعهم في حرب خاسرة, دمرت الاقتصاد الأمريكي وضربت مصداقية الولايات المتحدة في العالمين العربي والاسلامي..,
لكن العراق يدخل ابتداء من اليوم طريقا وعرا يصعب اجتيازه, ما لم يدرك العراقيون, شيعة وسنة وأكرادا أن العراق يحتاج إلي جهود الجميع كي يصون وحدته ويحفظ استقلاله.
ومع الأسف فإن تجربة السنوات الست الماضية لا تدع الفرصة لتفاؤل كبير, فلاتزال المصالحة الوطنية هدفا بعيدا لم يتحقق علي نحو صحيح, ولايزال سنة العراق يعانون سوء الخدمات في مناطقهم, وسوء التعامل مع مجالس الصحوة التي قاومت وجود القاعدة في ولايات الأنبار وديالي وبغداد, ولايزال البرلمان العراقي غير قادر علي إنجاز عدد من القوانين الأساسية التي يحتاجها العراق لضمان استقراره,
أهمها قانون توزيع عائد الثروة البترولية علي المناطق, وقانون إعادة تنظيم الدوائر الانتخابية, ولاتزال جاهزية قوات الأمن والجيش لتحمل أعباء الحفاظ علي أمن العراق تعاني من نقص المعدات وغياب الضبط والربط, واستشراء الطائفية في بنية الجيش والأمن وغياب امكانيات الدعم الجوي للقوات علي الأرض.
وبرغم الجهود التي تبذلها حكومة المالكي, إلا أن العراق لايزال يحتاج إلي حكومة نزيهة قوية تحارب الفساد وترقي بمستوي خدمات الصحة والتعليم ومياه الشرب وامدادات الكهرباء التي لاتزال ضعيفة برغم بعض التحسن الطفيف.., غير أن أخطر ما يتعرض له العراق هو تصاعد التوتر في شماله بين العرب والأكراد علي مصير مدينة كركوك, ورغبة الأكراد في أن يمدوا حدود منطقة الحكم الذاتي إلي الولايات المتجاورة.. بدعوي وجود مدن وقري يسكنها غالبية كردية.
وأكثر ما يخشاه المراقبون, أن تتصاعد أعمال العنف من جديد كما حدث في شهر يونيو الذي راح ضحيته أكثر من350 عراقيا وعشرة جنود أمريكيين, ويدخل العراق في جولة حرب طائفية جديدة لن يستطيع الإفلات من نتائجها الكارثية إلا من خلال مصالحة وطنية جادة تمكن العراقيين من الاعتماد علي أنفسهم.
mmahasabo@yahoo
الخميس يوليو 02, 2009 5:24 pm
